استقرت أسعار الذهب في السعودية اليوم السبت 5 يوليو/تموز 2025 على نحو طفيف، وسط ترقب الأسواق العالمية لتداعيات السياسات الاقتصادية في الولايات المتحدة، خاصة بعد تمرير قانون ترامب الجديد المتعلق بخفض الضرائب والإنفاق. وشهدت الأسواق حركة محدودة في الأسعار رغم المكاسب الأسبوعية التي حققها الذهب عالميًا والتي بلغت حوالي 2%.
شهد عيار 24 في السعودية سعرًا بلغ 402.35 ريال سعودي (ما يعادل نحو 107.29 دولار أمريكي) للغرام الواحد، بينما وصل عيار 21 إلى حوالي 352.05 ريال سعودي (93.88 دولار). أما عيار 18 فسجل حوالي 301.76 ريال سعودي (80.47 دولار).
الاستقرار النسبي الذي لوحظ في السوق المحلي يأتي نتيجة التوازن بين ارتفاع الأسعار عالميًا من جهة، وحالة الحذر التي يعيشها المستثمرون محليًا في السعودية من جهة أخرى.
أسعار الذهب في السعودية ترتفع عالمياً في الأسبوع الماضي
أحد أبرز أسباب ارتفاع الذهب الأسبوع الماضي يعود إلى تصاعد المخاوف بشأن الاستقرار المالي الأمريكي. فقد أقر الكونغرس مشروع قانون الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجديد، الذي يتضمن خفضًا كبيرًا في الضرائب، ما أثار مخاوف المحللين الاقتصاديين من زيادة حادة في مستويات الدين الوطني، الذي قُدّر أنه قد يرتفع بمقدار 3.4 تريليونات دولار إضافية خلال السنوات العشر المقبلة.
هذه المخاوف دفعت العديد من المستثمرين إلى الاتجاه نحو الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا، خاصة في ظل التوترات التجارية التي تهدد العلاقات بين الولايات المتحدة وعدة دول نتيجة إعلان ترامب عزمه فرض رسوم جمركية جديدة.
تحركات أسعار الذهب في البورصة العالمية
بحسب آخر التحديثات، سجلت أسعار الذهب في المعاملات الفورية 3354.97 دولار للأونصة، فيما ارتفعت العقود الأمريكية الآجلة بنسبة 0.11% إلى 3346.50 دولار للأونصة. هذه الأرقام تعكس استمرار قوة الطلب على الذهب، رغم قوة الدولار نسبيًا واستقرار بعض البيانات الاقتصادية.
إقبال المستثمرين على الذهب حاليًا يأتي كرد فعل على حالة عدم اليقين السياسي والاقتصادي عالميًا، حيث بات يُنظر إلى الذهب على أنه أداة تحوط أساسية ضد المخاطر المحتملة في الأسواق المالية.
تحليل ديناميكية السوق السعودي للذهب
تاريخيًا، يُظهر سوق الذهب السعودي ارتباطًا وثيقًا بالسوق العالمي للذهب، إلا أن هناك عوامل محلية تؤثر في الأسعار، مثل حركة الريال السعودي مقابل الدولار، والطلب الموسمي على الذهب، خاصة في مواسم الزواج والمناسبات الدينية.
السعودية تُعد سوقًا نشطة للذهب ليس فقط للاستهلاك الشخصي، بل أيضًا كوسيلة ادخار واستثمار، خاصة مع تنامي وعي الأفراد بأهمية الاستثمار في الأصول الملموسة كنوع من التحوط ضد تقلبات الأسواق المالية وأسعار العملات.
توقعات أسعار الذهب في السعودية خلال الفترة القادمة
يتوقع خبراء الاقتصاد وأسواق المعادن الثمينة استمرار حالة التذبذب في أسعار الذهب خلال الربع الثالث من عام 2025. ورغم الاستقرار الظاهري، إلا أن هناك عدة عوامل قد تؤدي إلى موجات صعود أو هبوط مفاجئة، أبرزها:
-
توجه السياسات المالية الأمريكية وتأثيرها على الدولار.
-
استمرار النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة وعدة دول.
-
مستويات التضخم العالمية ومدى قدرة البنوك المركزية على السيطرة عليه.
-
تطورات الأوضاع الجيوسياسية في الشرق الأوسط والعالم.
سعر الذهب المستعمل في السعودية
يُعتبر الذهب المستعمل سوقًا مهمًا في السعودية، خاصة لدى شريحة واسعة من المستهلكين الباحثين عن أسعار أقل من الذهب الجديد. اليوم بلغ سعر الذهب المستعمل عيار 22 حوالي 363.82 ريال سعودي (97.02 دولار)، في حين بلغ سعر عيار 21 المستعمل حوالي 347.05 ريال سعودي (92.56 دولار).
الطلب على الذهب المستعمل يتزايد بشكل ملحوظ في فترات ارتفاع الأسعار، إذ يلجأ البعض إليه كبديل أقل تكلفة للذهب الجديد مع الحفاظ على نفس القيمة الجوهرية للمعدن الثمين.
سبائك الذهب في السعودية: استثمار طويل الأجل
من أبرز أشكال الاستثمار في الذهب داخل السعودية شراء السبائك الذهبية، والتي تنتجها شركات محلية وعالمية بأوزان متنوعة تبدأ من 10 غرامات وتصل إلى كيلوجرام كامل أو أكثر. اليوم بلغ سعر سبيكة الذهب وزن 10 غرامات حوالي 4136.14 ريال سعودي (1102.97 دولار أمريكي)، في حين وصل سعر سبيكة الذهب 50 غرامًا إلى نحو 20399.04 ريال سعودي (5439.74 دولار)، بينما سجل الكيلوجرام الواحد 405164.33 ريال سعودي (108043.82 دولار).
السبائك الذهبية تتميز بأنها أكثر نقاء من المشغولات الذهبية ولا تُفرض عليها مصنعية مرتفعة، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للمستثمرين الراغبين في تحقيق أرباح رأسمالية على المدى الطويل أو التحوط ضد انخفاض قيمة العملة.
هل الذهب ما زال ملاذًا آمنًا في 2025؟
لا يزال الذهب يُصنف كملاذ آمن للمستثمرين حول العالم، خصوصًا في أوقات الأزمات. ورغم استقرار بعض المؤشرات الاقتصادية عالميًا خلال النصف الأول من 2025، إلا أن عوامل عديدة تُبقي بريق الذهب قويًا، منها:
-
المخاوف الجيوسياسية: مثل النزاعات في أوروبا، وتصاعد التوترات بين الولايات المتحدة والصين بشأن التجارة والتكنولوجيا.
-
ارتفاع الديون السيادية: حيث تجاوز الدين الأمريكي 36.2 تريليون دولار حتى الآن، وسط تحذيرات من زيادات أكبر نتيجة خطط خفض الضرائب.
-
تذبذب أسواق الأسهم العالمية: مما يجعل المستثمرين يبحثون عن أصول تحفظ القيمة.
-
التضخم: الذي لا يزال أعلى من مستهدفات البنوك المركزية في معظم الاقتصادات الكبرى.
ويظل السؤال الأهم: هل سيظل الذهب يحتفظ بجاذبيته إذا ما استمرت سياسات رفع الفائدة عالميًا؟ الإجابة ليست سهلة، إذ قد يتعرض الذهب لبعض الضغوط إذا ما استمر الدولار الأمريكي قويًا، لكنه غالبًا سيظل الخيار الأول كملاذ آمن في أوقات عدم اليقين.
سوق الذهب السعودي: توجهات جديدة في 2025
يشهد سوق الذهب السعودي تغييرات واضحة في توجهات المستهلكين والمستثمرين على حد سواء. فقد ظهر توجه قوي نحو شراء السبائك أو الذهب الخام بدلاً من المشغولات ذات المصنعية العالية، بسبب:
-
ارتفاع أسعار المصنعية على المشغولات الذهبية.
-
وعي أكبر بأهمية الاستثمار طويل الأجل في السبائك.
-
تزايد منصات البيع والشراء الإلكترونية التي سهّلت الوصول إلى السبائك بأسعار أقل.
أيضًا هناك اهتمام ملحوظ من النساء في السعودية بشراء السبائك الصغيرة كنوع من الادخار الشخصي أو الهدايا القيمة، وهو توجه جديد لم يكن شائعًا بنفس القوة في السنوات الماضية.
العوامل المؤثرة في أسعار الذهب عالميًا ومحليًا
أسعار الذهب تتأثر بعدة عوامل متشابكة، منها ما هو عالمي ومنها ما هو محلي، وأبرز هذه العوامل:
-
أسعار الفائدة الأمريكية: كلما ارتفعت أسعار الفائدة في أمريكا، زادت جاذبية الدولار مقارنة بالذهب، ما قد يضغط على الأسعار.
-
قوة الدولار: علاقة عكسية قوية تربط الدولار بأسعار الذهب.
-
الطلب الصناعي على الذهب: خاصة في الإلكترونيات والتكنولوجيا.
-
احتياطيات البنوك المركزية: أي تغيير في حجم المشتريات أو المبيعات من الذهب يؤثر على السوق.
-
التوترات الجيوسياسية: مثل الحروب أو النزاعات التجارية التي ترفع الطلب على الذهب كملاذ آمن.
-
السياسات الداخلية للدول المستهلكة للذهب: مثل الضرائب أو الرسوم الجمركية أو القيود على الاستيراد.
تأثير مشروع قانون ترامب على سوق الذهب
القانون الجديد الذي أقره الرئيس ترامب بخفض الضرائب على الأفراد والشركات أثار جدلًا واسعًا في الأوساط الاقتصادية. صحيح أنه يهدف لتحفيز النمو الاقتصادي، لكنه في المقابل قد يؤدي إلى زيادة الدين الأمريكي لمستويات غير مسبوقة.
وفقًا لمكتب الميزانية في الكونغرس، من المتوقع أن يضيف القانون نحو 3.4 تريليونات دولار إلى الدين الوطني خلال العقد المقبل. هذا التضخم في الدين قد يولد شكوكًا بشأن استدامة الاقتصاد الأمريكي، وهو ما يدفع المستثمرين للبحث عن ملاذات آمنة مثل الذهب.
ويخشى المحللون أن تتسبب هذه السياسات في تراجع الثقة في السندات الأمريكية، مما قد يعزز من توجه المستثمرين نحو الذهب على المدى الطويل.
علاقة أسعار النفط بسوق الذهب السعودي
لا يمكن فصل سوق الذهب في السعودية عن أسعار النفط، إذ تمثل عائدات النفط حجر الزاوية للاقتصاد السعودي، ومن ثم تؤثر في القوة الشرائية للمواطنين، وكذلك سيولة السوق المالية.
ارتفاع أسعار النفط يعني:
-
زيادة الدخل القومي.
-
انتعاش السوق المحلي.
-
زيادة القدرة على شراء الذهب سواء للاستثمار أو الاستهلاك.
في المقابل، انخفاض أسعار النفط غالبًا ما يؤدي إلى انكماش في إنفاق الأفراد على الكماليات ومنها الذهب، خاصة في المواسم مثل الأعراس والمناسبات.
مستقبل الذهب في ظل التقلبات الجيوسياسية
مع توتر الأوضاع في أوروبا، واستمرار النزاع الروسي الأوكراني، وتصاعد التنافس التجاري بين الولايات المتحدة والصين، يظل الذهب متربعًا على عرش الملاذات الآمنة.
المحللون يرون أن أي تصعيد عسكري أو اقتصادي قد يدفع أسعار الذهب إلى مستويات قياسية جديدة، خصوصًا إذا رافق ذلك اضطرابات في أسواق الطاقة أو الغذاء، أو اضطرابات مالية كأزمات بنكية.
نصائح للمستثمرين في الذهب في السعودية
للمستثمرين الذين يرغبون في دخول سوق الذهب السعودي أو زيادة استثماراتهم الحالية، إليكم بعض النصائح:
-
تابع السوق العالمي: حتى إن كنت تشتري ذهبًا محليًا، فإن السعر مرتبط بأسعار البورصة العالمية.
-
استثمر في السبائك: إذا كنت تبحث عن استثمار طويل الأجل، السبائك أفضل من المشغولات لتجنب المصنعية.
-
توزيع المخاطر: لا تضع كل أموالك في الذهب فقط، فهو أداة تحوط لكنه ليس المصدر الوحيد للأرباح.
-
احرص على الشراء من مصادر موثوقة: لتجنب الغش أو شراء ذهب غير موثوق.
-
توقيت الشراء: احرص على الشراء عند الهبوط النسبي للأسعار، ولا تنس أن الذهب يتحرك في موجات
